راديو ريحان -بتير
إلى الغرب من محافظة بيت لحم، وعلى مشارف القدس تقف قرية بتير الأثرية شامخة باعتراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، حيث تعيدنا بتير ضمن "مسار فلسطين التراثي" إلى فلسطين ما قبل النكبة بحضارتها وطبيعتها الخلابة وإرثها الطبيعي.
يأسرك صوت خرير المياه الممتد عبر قنوات كنعانية قديمة ينساب تحت ظلال شجر الأفوكادو والأجاص البلدي والأسكادنيا وأشجار التين والعنب، وحولها أحواض النعنع والبقدونس والبقوليات والخيار والفقوس والكوسا البلدي، ولينتهي به المطاف نحو البركة الرومانية القديمة، وبعدها يتوزع هذا الماء على البساتين الجميلة المزروعة بالخضرة والباذنجان البتيري البنفسجي اللون، والمشهور والذي ينسب الى بتير، حيث يوزع الماء على أراضي المزارعين وفق برنامج متفق عليه.
جمال بلدة بتير يكمن في أراضيها الزراعية المدرجة؛ التي تبدأ من مدخل القرية المرتفع المطل على جبال القدس مرورا بالبلدة القديمة وقصورها التاريخية العتيقة، وانتهاء بواديها السحيق (وادي النسور) على طول نحو سبعة كيلو مترات بمساحة 8000 دونم، هذا الوادي الذي لا زال يحتضن سكة الحديد التاريخية التي تصل شمال فلسطين بجنوبها والتي بناها العثمانيون عام 1905م .